الأربعاء، 24 يونيو 2009

راكان .. من أي نوع كان ؟


راكان انسان مسالم، طيب القلب، من عائلة معروفة اجتماعيا بمكانتها المرموقة و سمعتها الطيبة. كان راكان صديق من بين مجموعة اعتدنا ان نقضي أوقاتنا معا. بدأت علاقتنا كمجموعة في عام ١٩٩٩، كانت صداقتنا نحن الخمسة جميلة كصداقة باقي الشباب في مثل عمرنا و كانت صداقتي براكان كباقي المجموعة فلم يكن المميز بينهم، الي أن قررنا السفر عام ٢٠٠١ الي فرنسا لقضاء اجازة الصيف هناك


كنا سعيدين بسفرنا كشلة أصدقاء، خاصة و انها المرة الاولى التي نجتمع فيها سويا خارج الكويت، مرت ايامنا في فرنسا بشكل جميل، رغم بعض المجادلات و الخلافات البسيطه التي لا تخلو منها سفرات الشباب الذين هم في مثل سننا. لكن تأِثير الخلاف نفسيا على راكان كان كبير، رغم انه لم يكن طرفا بها


شعرت بتقرب راكان لي خلال السفر بشكل كبير، خاصة مع زيادة الخلافات بين المجموعة، كان يعبرلي عن استيائه من بعض المواقف التي تحصل بين الشلة الا اننا كنا رغم كل ذلك مازلنا نقضي اوقاتا ممتعة معهم


ازدادت علاقتنا قوة أنا و راكان لدرجة اننا اردنا ان نتقاسم نفس الغرفة في الشقة التي استأجرناها هناك. و بزيادة احاديثنا الودية داخل الغرفة تلك و بزيادة حدة الخلافات مع بقية المجموعة خارج الغرفة .. وصلت علاقتي براكان لأبعد حدودها


ازدادت علاقتنا لدرجة انه كان يظل جالسا بجانبي اينما جلسنا، ازدادت علاقتنا لدرجة انه اذا كنت اتناول شيئا لذيذا يتـذوقه مني مباشرة باستخدام ملعقتي دون ان يقرف! ازدادت علاقتنا لدرجة انه اذا قطعنا اشواطا كبيرة بالسيارة بين مدن فرنسا كان يضع رأسه على كتفي و يغفى مثل الطفل، ازدادت علاقتنا لدرجة انه عندما يستمع الا اغنية جميلة كان ينظرالي و يقول لي "أهديها لك" ، ازدادت علاقتنا لدرجة انه اذا مشينا طويلا سيرا على الاقدام كان يمسك يدي بحميمية و أحيانا يضع يده على كتفي اثناء سيرنا، كنت استغرب من بعض ما يدور بيننا و لكن معزته لدي كصديق، جعلتني ارى الامور بعدم سلبية،  الى أن توجهنا في احدى الليالي الفرنسية لغرفتنا للننام، و استلقى كل منا على احد أطراف السرير ذو الحجم الملكي الذي نتقاسمه، لأتفاجأ بتقرب راكان من زاوية نومي على السرير و وضع يده على ظهري، و رجله اليمني على رجلي اليسرى و ذهابه في سبات عميق!



هل وصلنا الي ما بعد الحدود الطبيعية للصداقة أم كانت مشاعر راكان اتجاهي كمشاعر اي صديق لصديق مقرب؟


هل الانسان الشاذ يكون قد ولد شاذاَ و عند وصوله لسن معين يبدأ البحث عن الآخر؟ ام أن الحميمية الزائدة هي التي تولد الاحساس الشاذ في الصداقات الطبيعية؟


لم أجد اجابه في ذلك ألحين، و لكني اكتشفت اجابات عديدة بعد ذلك من خلال مواقف اخرى سوف اسردها لكم لاحقاَ






هناك 3 تعليقات:

  1. قلت ان الخلافات بين المجموعة قامت تأثر على راكان , وانا حسيت ان الرجل غير طبيعى نفسيا ..

    الشاذ لم يولد شاذا , اغلبية الشواذ جنسيا تكون عندهم مشكلة مع الاب فى صغرهم , اما اهمال من الاب , او العلاقة الغير السليمة بين الام والاب ...بمعنى اذا كان الاب يمارس سلطته فى البيت بطريقة عنيفة و ظالمة

    الاب هو القدوة داخل البيت وخارجه وافعاله محسوبه, برتقى بها الابناء ويتعلمون منها بدون نصائح مباشرة , فالاب هو الصديق , اما بالنسبة للام ,فقد يتأثر الابن بأمه اكثر من والده ,وتتأثر البنت بوالدها اكثر من امها ,لذلك ان يكون الوالدان فى موقع القدوة ....

    بالنسبة الى راكان , يبحث عن صورة والده , على فكرة راح يتعب طول عمره , الا اذا تعالج نفسيا - لان كل رجل راح يطبطب عليه ويحن عليه , مسيو راكان سيتعامل معاه بالطريقة اللى تعامل فيها معاك , الاحساس بالامان مفقود عنده ...

    ردحذف