السبت، 11 يوليو 2009

(الجزء الرابع) خمسه وعدوني و أخلفوا .. آخرهم مايكل!


الشخص الرابع:


 زميلي احمد، يعمل معي بنفس المنظمة، تلاقينا في الطابق الذي اعمل به، اتى الى مكتبي ليعرفني على نفسه و يخبرني بأنه سيكون جارنا في الدور آتياَِِ من ادارة اخرى في الشركه.


دعوته للجلوس في مكتبي و ضيفته بعض الشوكولاته و تحدثنا في الكثير من امور الشركة، كنت سعيد بانتقاله لدورنا خاصة و ان الدور الذي أعمل به جديد و يخلوا من الموظفين و وجود أحمد سيسعدني بالتأكيد، ترك احمد مكتبي بعد نصف ساعة قائلاِ: "انا رايح بلدي بكره باجازة لمدة اسبوعين و أول ما ارجع راح اداوم عندكم و اكون جارك! فقلت له بأن هذا سيسعدني و انا بانتظار عودتك يا احمد! ، و سافر احمد لبلده..


بعد يومين اضافني أحمد في الفيس بوك و ارسل لي رسالة من خلاله قائلا:


{الرسالة مأخوذة كما هي من الفيس بوك} 


Hi (.....) i just want to tell you that it was really a pleasure to meet you and i wanna thank you for your kindness and amazing hospitality. I'm really looking forward to be your office neighbor! Now i`m in Jordan for two weeks and i`ll come back to work on March 8th


(: thanks again and take care




مروا ثلاثة اسابيع و لم يرجع احمد للكويت، يجوز مدد اجازته! 


ليس له حس في الفيس بوك و لم يرسل رسالة اخرئ! و آخر تعليق له على صوره كان قبل ١٠ أيام .. اين أحمد؟ 


بعد مرور شهر و نصف و خلال ساعات العمل، وصلني ايميل من ادارة الشركة، الايميل مرسل لجميع الموظفين، موضوعه: "وفاة الزميل أحمد جمال" .. انا لله و انا اليه راجعون


زميلنا احمد وافته المنية في بلده يوم امس، كيف توفى؟ سألت زملائه في الادارة التي يعمل بها، لأفاجأ بقصته المآساوية و هي انه فور وصوله لبلده شعر بآلام بمعدته و عند توجهه للدكتور اتضح انه يعاني من سرطان البنكرياس و أن المرض في مراحله المتقدمه، و فورا أدخل للمستشفى و تلقى العلاج اللازم و لكن القدر ادى دوره بعد سلسلة من جرعات الكيماوي المهلكة


 و رحل احمد، جاري الموعود..



{للحديث بقية - الجزء الخامس غدا}


الأربعاء، 8 يوليو 2009

(الجزء الثالث) خمسه وعدوني و أخلفوا .. آخرهم مايكل!


ثالث شخص:


زميلي في العمل "ماجد". ماجد زميل أجنبي تعرفت عليه في يوم الاحد، من احدى اسابيع عام ٢٠٠٤ من خلال اجتماع جمعنا سويا مع زملاء آخرين، و كأي اجتماع عمل، تخلل الاجتماع بعض المواضيع المستفزة، مما جعل ماجد يعيش في حالة من التحلطم بعد انتهاء الاجتماع، و كعادتي في اللقافة، توجهت لماجد و بدأنا نتجاذب اطراف الحديث، و استمر حديثنا لمده تقارب النصف ساعة، تحلطمنا سويا عن بعض عيوب الشركة، و حشينا قليلا عن بعض موظفيها .. كانت بيننا كيمياء صداقة من اول لقاء! عزمني على قهوة في مكتبة و اكملنا حديثنا هناك. طالت مدة الحوار لنخرج من جو العمل الى الحياة الخاصة ليخبرني بأن عقد قرانه على خطيبته سيكون في يوم الثلاثاء .. اي بعد يومين، وبأن والده ووالدته سوف يأتيان للكويت غدا خصيصا لحضور حفل عقد القران، و بشكل مفاجيء نظر الي و أردف "أنا عازمك! لازم تكون معانا انا و اصحابي و اهلي بهاليوم و نفرح مع بعض" وعدته بأن أكون موجود خاصة و ان ماجد اجنبي و وجود مجموعة حوله في مثل هذه المناسبات شيئ يسعده. و بعد ساعة من الثرثرة، عاد كل منا الى جو عمله على أمل أن نلتقي يوم الثلاثاء


وفي صباح يوم الاثنين وصل أهل ماجد من بلدهم و استقبلهم في المطار و وصلهم لشقته في السالمية و من ثم آتى للشركه في وقت متأخر مما اضطره للبقاء الى وقت متأخر كذـلك حتى ينتهي من عمله. صارت الساعة الـ ٩ و النصف مساءا و مازال ماجد في مكتبه في الشركه. و فجأة تذكر بأن عليه ان يتوجه للمصبغة قبل اغلاقها ليعطيهم بدله حفل عقد القران، و باقي على موعد اغلاق المصبغة نصف ساعة فقط! قرر ترك مكتبه و اللحاق على المصبغة. ركب سيارته و انطلق، كان توجُه ماجد للمصبغة و كان توجه القدر لماجد. فخلال قيادته، انسلخ التاير الامامي، واختل سير السيارة و انقلبت ٥ مرات عند مفترق طريق على الدائري السادس لتحط على الارض مهشمة لم يبقى منها سوى أشلاء من جسد ماجد و بقايا من خام بدلة العرس


و دفن ماجد في صباح يوم عرسه على يد والده الذي آتي خصيصا من بلده للاحتفال بزواج ابنه



{للحديث بقية - الجزء الرابع غداَ} 




الاثنين، 6 يوليو 2009

(الجزء الثاني) خمسه وعدوني و أخلفوا .. آخرهم مايكل!


ثاني شخص:


صديقتي لطيفة، تكبرني بسنتين، تعرفت عليها عن طريق احد الاقرباء، و كما ذكرت سالفا بأنني من المؤمنين بصداقة الرجل و المرأة و من منطلق ايماني، ربطتني صداقة بلطيفة عن طريق الهاتف و الانترنت، كانت طيبة لدرجة كبيرة، طيبة لدرجة ان قلبها الضعيف لا يتحمل اي انفعال، طيبة و كانت تعاني من ضعف في شرايين قلبها


بعد صداقة ٤ سنوات، اكتشفت بطريقة غير مباشرة قصة ملفقة من لطيفة بخصوص احدى المواضيع التي تجمعنا، كانت ردة فعلي جدا قاسية و كانت ردة فعلها جدا مؤثرة، اتصلت علي لتعتـذر فاغلقت الخط بوجهها، ارسلت الي رسالة في الماسنجر فـمسحتها من القائمة مباشرة (Block/Delete)، أرسلت لي ايميل طويل عريض تعتذر فيه عن ما بدر منها و بأنها لم تكن تقصد ايذاء مشاعري، و تعدَني اكبر من هذا الموضوع بكثير و ان ما يجمعنا هو صداقة و اخوة اكبر من اي شيء . لم احتمل كلامها في ذلك الحين من فرط الغضب، رديت عليها بجملة واحدة و هي انني لا اريد ان اتعاطى معها الآن، فردت علي بايميل آخر كان محتواه:


(مأخوذ مباشرة من الايميل الأصلي)


ra7 akhalleek al7een bas welli e3afeeeeeekkk la tiz3al minni .. bakhalleeek le`anni adri feek shkether im3assib w maloomik saddignyy .. bas 3ogob isboo3 barja3 akalmik w ghasbin 3alaik bitkallimniii .. inta okhoooy w 3omri ma astaghni 3annik


وعدتني انها سترجع بعد اسبوع، اسبوع لأهدأ و ستعود .. و مر اسبوع، اسبوعين .. ثلاثة اسابيع، و لم اسمع حس لطوفة! عزة نفسي بدأت تتضاءل .. بدأت اشتاق لحديث اختي و صديقتي، لماذا لم تتصل؟ هل  كان كلامي لها جارحاِ لدرجة انها قررت عدم التعاطي معي؟ . قررت ان اتصل عليها، و فعلا اتصلت، و اذا بهاتفها مغلق، بعثت مسج، لم ترد علي! استنكرت، توجهت الى الماسنجر و اعدت اضافتها، مر اسبوع و لم تدخل للماسنجر و لا حتى ردت علي مسج الهاتف، قررت ان ابعث ايميل، كان محتواه 


"La66oofa wainich? daggait 3alaich akthar min marra jehazich imsakkar, call me awal ma tigrain hal email”


و مر شهر و لم ترد! "على راحتها، خل تسوي اللي يريحها!” هذا كان رد فعلي 


بعدها باسبوع، استيقضت من نومي في يوم عادى للذهاب الى عملي، وكعادتي قبل خروجي من المنزل أن اتصفح الجرائد ، مسكت جريدة الوطن بين يدي و لكن للأسف لم استطع تصفحها في ذلك اليوم، لم استطع لأني وجدت اسم لطوفة في اعلان وفاة احتل ربع الصفحة الاولى من الجريدة


توفيت لطوفة بعد معاناة امتدت لأكثر من شهر، و لم اعلم طوال ذلك الوقت بأن لطوفة كانت تنقل من مستشفى الى آخر و من بلد الى أخرى املا في تفادي الجلطات المتتالية التي بدأت تصيب قلبها! توفيت لطوفة من مرض القلب،  قلبها الذي لم يتحمل قسوة شرايينه .. رحلت لطوفة و لم تتصل على كما وعدتني!



{للحديث بقية - الجزء الثالث غداً}




السبت، 4 يوليو 2009

(الجزء الأول) خمسه وعدوني و أخلفوا .. آخرهم مايكل!




اعذروني لأني انقطعت عن التواصل معكم خلال الاسبوع الماضي، فقد كان اسبوعا صعبا، عاد الالم، عاد لينهش بجسدي، و لكن ما جعلني استجمع قواي و اكتب اليوم،  هو وعدي لكم بأن اقص لكم الكثير عن ما مريت به، و اتمنى ان تعينني صحتي على استمرار التواصل معكم و ان لا أخلف بوعدي، كما أخلف خمسة أشخاص وعدوني .. و لم اجدهم في ذلك الموعد!


أن تتفق مع صديق على موعد، ومن ثم يأتي الموعد و لا يأتي الصديق .. شيء يسبب الضيق! و الضيق الاكبر هو عندما تعلم ان عدم مجيئه لم يكن لأنه مستهين في موعدك، و انما لأنه رحل لموعد آخر .. موعد مع القدر .. موعد لن يعود منه!


لماذا أخلفوا ؟  ما الرسالة التي أراد ربي أن يوصلها لي؟  و لماذا استرجعت ذكراهم الآن بالذات؟  أسئلة كثيرة تدور في نفسي،  لكن قبل الاجابة عليها، لأعرفكم عليهم أولا..


أول شخص:


 صديقي غازي، صديقي الذي لم أره حتى الآن. تعرفت على غازي عن طريق برنامج المحادثة  mIRC عام ١٩٩٨. كنت من المستخدمين المزعجين لهذا البرنامج! أكتب جمل غبية للعامة في قناة الكويت Kuwait# لدرجة انني كنت أطرد أحياناً من قبل المشرفين على القناة (OP)، و في احد الايام التي كنت امارس بها شغبي وصلتني رسالة خاصة من غازي يعبر بها عن مدى تاثره بجملي التي القيها و انها تسبب له هيستيريا من الضحكو من يومها صرنا اصدقاء


كنا في سن المراهقة، و كان صديقي المقرب في الانترنت، كنا نتحدث بالساعات عن مواضيع عديدة، مواضيع جادة، تافهة و ساخرة، و كان محور احاديثنا صديقته في المدرسة التي يعشقها و يريد التقدم لخطبتها لكن سنهم الصغير كان حائلا! استمرت صداقتنا ضمن اطار الانترنت لمدة ٦ اشهر و بعدها تحولت لصداقة اقرب حيث تبادلنا ارقام البياجر (هبة البياجر في ذلك الوقت) و بالتالي تحولت سوالفنا الى التلفون، وفي يوم خميس اتصل علي غازي ليقترح علي ان نخرج معا على العشاء فليس من المعقول ان نكون اصدقاء لمدة  ٦ أشهر دون ان نكون قد رأينا بعضنا بعد! و انهينا الاتصال على ان يمرني يوم الجمعة مساءا مع السايق بعد عودته من الشاليه لنذهب للعشاء سوياًِ في احد المطاعم


و في يوم الجمعة خلال جلوسي في صالة المنزل و متابعتي لفيلم في التلفزيون، تفاجأت بدخول امي للمنزل بحزن قائلة سمعتوا عن ولد الفلاني اللي توفي بحادث بـ ضباعية؟ الحادث صار جبال خالد و طارق عيال هدى!"


تسمرت في مكاني دون ان أنطق لمدة دقيقة ثم سألتها شـسـمه ؟ ردت علي غازي .. صغير كبرك!! اسم الله عليك" لم أرد عليها، و نهضت مباشرة من مكاني متوجهاًِِ نحو الهاتف، اتصلت نحو الـ ١٠ مرات متتاليه على بيجر غازي، لكنه لم يكن يعاود الاتصال!


ورحل غازي صديقي قبل موعد العشاء بساعات..




{للحديث بقية - الجزء الثاني غداً}