السبت، 24 أكتوبر 2009

الـوظـيـفـة: إمـام مـسـجـد


كان لي صديق يعمل في فرع أحد البنوك، و كنت أمر عليه الفرع أحيانا .. و في إحدى المرات التي كنت زايره فيها، جلست في مكتبه نسولف و إذا بعميل من عملاء البنك يدخل علينا، كان شكله يوحي بأنه ملتزم جدا دينيا، لحيه طويله غير مهذبه، دشداشه قصيره، علامه الصلاة على جبينه، كان من إحدى الدول العربيه، سأل العميل المتدين صاحبي بلهجة بلده: حاب آخذ قرض، ممكن تشوفلي كم البلغ اللي ممكن آخذه؟ - رحب به صاحبي و أجلس العميل بجانبي، استأذنت منهم للخروج من المكتب احتراما لخصوصية العميل، فرد علي العميل: لا بالعكس مافي مشكله أنا جاي أسأل سؤال عالسريع و أمشي – المهم، سأل صاحبي العميل: كم راتبك؟ - رد عليه العميل: ٥٥٠ دينار – ثم سأله صاحبي: وين تشتغل؟ - فرد عليه العميل: إمام مسجد يعني موظف بوزارة الأوقاف! - بصراحة استغربت من قدوم إمام مسجد لبنك يعتبر و يسمى ربوي ليطلب قرض صريح يدخله في جيبه!! لم أتمالك نفسي و سألته: معقوله إمام مسجد يدخل بنك ربوي يطلب قرض؟؟ فرد علي ببساطه بلهجة بلده: لا يغرك إللي أنا لابسه و وظيفتي كإمام مسجد، هذا كله لزوم الشغل بس، مثل ما انتوا تلبسون دشداشه و غتره أو أحيانا بدله و كرفته للدوام، أنا وظيفتي لباسها الدشداشه القصيره  و اللحيه الطويله و حفظ كم آيه عشان الصلاة .. يعني وظيفة ولازم أتقنها 


لزمت الصمت و شكرته كثيرا على حضوره و صراحته .. التي لولاهما لما عرفت سبب عدم سماحة كثار من رجال الدين في المساجد و غير المساجد و الذي تأكدت بعد رؤيتي للعميل بأنهم قد يكونوا موظفين مثله وضعوا ليلعبوا دور و يحملوا أمانه لا يفقهوا هيبتها


هناك تعليق واحد:

  1. للأسف لما يرتدي الانسان ثوبا وقناعا خاصا يناقض ما تحت جلده!!

    عالم غريب!!

    ردحذف